تفاصيل الكتاب
لا شك ان السلطة والمسؤولية يدوران في فلك واحد فأينما وجدت الاولى تحققت الثانية. اما المبادئ المستقرة على المستوى الدستوري التي يرى البعض فيها انها ملازمة للأنظمة السياسية ملازمة الروح للجسد لم تقف حائلاً بوجه التشوهات والانحرافات التي حصلت كحقيقة واقعية لا يرتابها الشك ولا يعتريها الغموض. فمن نادى بمبدأ الفصل بين السلطات لكي يأخذ كل صاحب دور دوره لم يستطع ان ينادى بهذا المبدأ طويلاٍ حتى اعترف بوجوب ان يكون الفصل مع التعاون. وكذا الحال بالنسبة لمن دعي بعدم مسؤولية الملك كونه مصون ولا يخطئ بعده لا يمارس صلاحيات فعلية عادة واعترف بالانحراف بهذا المبدأ وبدأ الملك او الرئيس يفرض سيطرته بشكل او بأخر ولم يتنبه أحد ان ذلك شيئا فردياً.